من رقائق ابن القيم الجوزيه
صفحة 1 من اصل 1
من رقائق ابن القيم الجوزيه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من رقائق ابن القيم الجوزي
أعارتك دنيا مـسـتـرد مـعـارهـا ××غضارة عيش سوف يذوي اخضرارها
وهل يتمنى المحـكـم الـرأي عـيشة ×× وقد حان من دهم المنـايا مـزارهـا
وكيف تلذ الـعـين هـجـعة سـاعة ×× وقد طال فيما عاينته اعـتـبـارهـا
وكيف تقر النفـس فـي دار ثـقـلة ×× قد استيقنت أن ليس فيهـا قـرارهـا
وأتى له في الأرض خاطـر فـكـرة ×× ولم تدر بعد الموت أين مـحـارهـا
أليس لها في السعي للفـوز شـاغـل ×× أما في توفيها العـذاب ازدجـارهـا
فخابت نفوس قـادهـا لـهـو سـاعة ×× إلى حر نار ليس يطـفـي أوارهـا
لهـا سـائق حـاد حـثـيث مـبـادر ×× إلى غير ما أضحى إلـيه مـدارهـا
تراد لأمر وهـي تـطـلـب غـيره ×× وتقصد وجهاً في سـواه سـفـارهـا
أمسـرعة فـيمـا يسـوء قـيامـهـا ×× وقد أيقنت أ، العـذاب قـصـارهـا
تعطل مفروضاً وتعـنـي بـفـضـلة ×× لقد شفها طغيانـهـا واغـتـرارهـا
إلى ما لها منه البـلاء سـكـونـهـا ×× وعما لها منه النـجـاح نـفـارهـا
وتعرض عن رب دعاها لـرشـدهـا ×× وتتبع دنيا جـد عـنـهـا مـرارهـا
فيأيها الـمـغـرور بـادر بـرجـعة ×× فلله دار لـيس تـخـمـد نـارهـا
ولا تـتـخـير فـانـياً دون خـالـد ×× دليل على محض العقول اختـيارهـا
أتعلم أن الـحـق فـيمـا تـركـتـه ×× وتسلك سبلاً ليس يخفـى عـوارهـا
وتترك بيضـاء الـمـنـاهـج ضـلة ×× لبهماء يؤذي الرجل فيها عـثـارهـا
تسر بـلـهـو مـعـقـب بـنـدامة ×× إذا ما انقضى لا ينقص مستثـارهـا
وتفنى الليالي والمـسـرات كـلـهـا ×× وتبقى تباعات الـذنـوب وعـارهـا
فهل أنت يا مغبون مستـيقـظ فـقـد ×× تبين من سر الخطوب استـتـارهـا
فعجل إلى رضوان ربك واجـتـنـب ×× نواهيه إذ قد تـجـلـي مـنـارهـا
يجد مرور الدهر عـنـك بـلاعـب ×× وتغرى بدنيا سـاء فـيك سـرارهـا
فكم أمة قد غرها الدهـر قـبـلـنـا ×× وهاتيك منهـا مـقـفـرات ديارهـا
تذكر على ما قد مضى واعتـبـر بـه ×× فإن المذكي للعقـول اعـتـبـارهـا
تحامى ذرها كـل بـاغ وطـالـب ×× وكان ضماناً في الأعادي انتصارها
توافت ببطن الأرض وانشت شملهـا ×× وعاد إلى ذي ملكه اسـتـعـارهـا
وكم راقد في غفـلة عـن مـنـية ×× مشمرة في القصد وهو سعـارهـا
ومظلمة قد نـالـهـا مـتـسـلـط ×× مدلي بأيد عند ذي العرش ثـارهـا
أراك إذا حاولـت دنـياك سـاعـياً ×× على أنـهـا بـاد إلـيك أزوارهـا
وفي طاعة الرحمن يقعدك الـونـى ×× وتبدي أناة لا يصـح اعـتـذارهـا
تحاذر إخواناً ستفنى وتـنـقـضـي ×× وتنسى التي فرض عليك حذارهـا
كأني أرى منك التـبـرم ظـاهـراً ×× مبيناً إذا الأقدار حل اضطـرارهـا
هناك يقول المرء من لي بأعـصـر ×× مضت كان ملكاً في يدي خـيارهـا
تنـبـه لـيوم قـد أظـلــك ورده ×× عصيب يوافي النفس فيها احتضارها
تبرأ فيه مـنـك كـل مـخـالـط ×× وإن من الآمال فـيه انـهـيارهـا
فأودعت في ظلماء ضنك مقـرهـا ×× يلوح عليها للعـيون إغـبـرارهـا
تنادي فلا تدري المنـادي مـفـرداً ×× وقد حط عن وجه الحياة خمـارهـا
تنـادي إلـى يوم شـديد مـفــزع ×× وساعة حشر ليس يخفى اشتهارهـا
إذا حشرت فيه الوحوش وجمـعـت ×× صحائفنا وإنثال فينا انـتـثـارهـا
وزينت الجـنـات فـيه وأزلـفـت ×× وأذكى من نار الجحيم استعـارهـا
وكورت الشمس المنيرة بالضـحـى ×× وأسرع من زهر النجوم إنكدارهـا
لقد جل أمر كان منه انتـظـامـهـا ×× وقد حل أمر كان منه انتـثـارهـا
وسيرت الأجبـال والأرض بـدلـت ×× وقد عطلت من مالكيها عشـارهـا
فإما لدار ليس يفنـى نـعـيمـهـا ×× وإمـا لـدار لا يفـك إسـارهــا
بحضرة جبـار رفـيق مـعـاقـب ×× فتحصى المعاصي كبرها وصغارها
ويندم يوم البعث جاني صـغـارهـا ×× وتهلك أهليها هـنـاك كـبـارهـا
ستغبط أجساد وتحـيا نـفـوسـهـا ×× إذا ما ستوى إسرارها وجهـارهـا
إذا حفهم عفـو الإلـه وفـضـلـه ×× وأسكنهم داراً حـلالاً عـقـارهـا
سيلحقهم أهل الفسوق إذا اسـتـوى ×× بجلبة سبق طرفهـا وحـمـارهـا
يفر بنو الدنـيا بـدنـياهـم الـتـي ×× يظن على أهل الحظوظ اقتصارهـا
هي الأم خير البر فيها عقـوقـهـا ×× وليس بغير البذل يحمى ذمـارهـا
فما نال منها الحظ إلا مـهـينـهـا ×× وما الهلك إلا قربها واعتـمـارهـا
تهافت فيها طامع بـعـد طـامـع ×× وقد بان للب الذكي اخـتـبـارهـا
تطامن لغمر الحادثـات ولا تـكـن ×× لها ذا اعتمار يجتنبك غـمـارهـا
وإياك أن تغتر منهـا بـمـا تـرى ×× فقد صح في العقل الجلي عيارهـا
رأيت ملوك الأرض يبـغـون هـدة ×× ولذة نفس يستطـاب اجـتـرارهـا
وخلوا طريق القصد في مبتغاتـهـم ×× لمتبعه الصفار جـم صـغـارهـا
وإن التي يبـغـون نـهـج بـقـية ×× مكين لطلاب الخلاص اختصارهـا
هل العز إلا همة صح صـونـهـا ×× إذا صان همات الرجال انكسارهـا
وهـل رايح إلا امـرؤ مـتـوكـل ×× قنوع غني النفـس بـاد وقـارهـا
ويلقى ولاة الملك خوفـاً وفـكـرة ×× تضيق بها ذرعاً ويفنى اصطبارهـا
عياناً ترى هـذا ولـكـن سـكـرة ×× أحاطت بنا ما إن يفيق خـمـارهـا
قد برهن الباني على الأرض سقفهـا ×× وفي علمه معمورها وقـفـارهـا
ومن يمسك الأجرام والأرض أمـره ×× بلا عمد يبنـي عـلـيه قـرارهـا
ومن قدر التدبير فيهـا بـحـكـمة ×× فصح لديها لـيلـهـا ونـهـارهـا
ومن فتق الأمواه في صفح وجههـا ×× فمنها يغذي حبـهـا وثـمـارهـا
ومن صير الألوان في نور نبـتـهـا ×× فأشرق فيها وردهـا وبـهـارهـا
فمنهن مخضر يروق بـصـيصـه ×× ومنهن ما يغشى اللحاظ احمرارها
ومن حفر الأنهار دون تـكـلـف ×× فصار من الصم الصلاب انفجارها
ومن رتب الشمس المنير أبيضاضها ×× غدوا ويبدو بالعشي اصفـرارهـا
ومن خلق الأفلاك فامند جـريهـا ×× وأحكمها حتى استقـام مـدارهـا
ومن إن ألمت بالـعـقـول رزية ×× فلس إلى حي سواه افتـقـارهـا
تجد كل هذا راجع نحـو خـالـق ×× له ملكها منقـادة وائتـمـارهـا
أبـان لـنـا الآيات فـي أنـبـيائه ×× فأمكن بعد العجز فيها اقـتـداهـا
فأنطق أفواهاً بألـفـاظ حـكـمة ×× وما حلها إثغارهـا وأتـغـارهـا
وأبرز من صم الحـجـارة نـاقة ×× وأسمعهم في الحين منها حوارهـا
محبة القرآن- المديره العامه
- عدد الرسائل : 162
اسم العضو :
تاريخ التسجيل : 24/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى